الســـؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا لدي مشكلة معقدة نوعاً ما، من وجهة نظري، حيث لدي قلق وخوف، ولكن لا أدري هل هو بسبب الأعراض الجسدية التي أعاني منها أو أن الأعراض الجسدية هي بسبب القلق والخوف، أم الاثنين معاً؟!
أحياناً أحس بدوخة وضعف في جسمي، ومن ثم أشعر بخوف وقلق من هذه الأعراض، فأتجنب الذهاب أو القيام بشيء أريده، هذا في الحالة الأولى، أما في الحالة الثانية فأكون قلقاً من شيء ما، فتأتيني الدوخة وضعف في جسمي، كأن أكون قلقاً وخائفاً من الذهاب إلى مكان ما، ومن كثرة التفكير في هذه الأشياء تأتيني الدوخة! وأشعر بالضعف بسبب الخوف والقلق.
كما أنني في الحالة الأولى أبحث عن علاج الأسباب الجسدية، وأرى أنني بعلاجها ستنتهي مشكلتي، كأن أبحث عن دواء للدوخة، وفيتامينات لتقوية الجسم، ولكنني أتردد ومن ثم أتراجع، وفي الحالة الثانية أبحث عن دواء للقلق والخوف، وأرى بأنني إذا أخذت هذا الدواء ستنتهي المشاكل الجسدية.
كما أحب أن أوضح بأنني ذهبت إلى طبيب وبعد عمل الفحوصات قال بأن الأعراض بسبب القلق رغم أنني أحياناً تأتيني الدوخة دون أن أشعر بقلق، وإنما الدوخة هي التي تسبب لي الخوف والقلق.
أرجو أن أكون قد إستطعت توضيح حالتي بشكل جيد، وأرجو منكم النصح حيث أنني أصبحت أخاف من أشياء كثيرة حتى إنني أحياناً أضحك على نفسي عندما أخاف من شيء، رغم بساطته، وأنا والحمد لله أحاول مقاومة الخوف، وبالذات إذا كان الأمر ضرورياً.
الإجابـــــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فقد أوضحت أعراضك بصورة واضحة وجلية، وأقول لك إن الذي أراه هو أن حالتك حالة نفسوجسدية، يعني هنالك تداخل ما بين القلق كسبب والأعراض الجسدية كأعراض، وحين تأتي الأعراض الجسدية تؤدي إلى المزيد من القلق، وهكذا يتحرك الإنسان في هذه الحلقة المفرغة.
يعرف أن كل إنسان لديه حزمته ورزمته من الأعراض، الناس يتميزون حتى في أعراضهم، فمثلاً بالنسبة لمرض القلق تجد بعضهم لا يتحمل الأصوات العالية، وهنا نعتبرهم أن مقاومته لهذا العرض أقل بطبيعته، وبعض الناس حين يأتيهم القلق تأتيهم دوخة، والبعض لا تأتيهم، هذا غالبًا يكون تحمله للدوخة أقل، وربما يكون السبب في ذلك إصابات فيروسية بسيطة حدث للأذن أو لجهاز التوازن، وحين أتى القلق كانت الدوخة هي العرض الأول الذي يظهر، لأن تحمل هذا الشخص أصلاً للدوخة أقل.
يا أخِي الكريم: لا تنزعج لحدوث هذه الدوخة، فمنشؤها واضح أنه نفسي، وأنا أعتقد أنك إذا عالجت القلق والتوتر بصورة صحيحة سوف تستفيد كثيرًا، ويتم هذا من خلال: تجاهل الأعراض، وعدم التردد على الأطباء، وممارسة الرياضة، وتناول أحد الأدوية المضادة للقلق والتوتر، مثلاً عقار دوجماتيل والذي يعرف علميًا بإسم سلبرايد سيكون دواء جيدًا، يضاف إليه دواء آخر يعرف تجاريًا باسم زولفت ويعرف علميًا باسم سيرترالين والذي يعرف تجاريًا أيضًا باسم لسترال وله مسميات تجارية أخرى.
جرعة السيرترالين هي نصف حبة -أي خمسة وعشرين مليجرامًا من الحبة التي تحتوي على خمسين مليجرامًا- يتم تناولها ليلاً لمدة أسبوع، ثم ترفع الجرعة إلى حبة كاملة -أي خمسين مليجرامًا- ليلاً، ويتم تناولها لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم يمكنك التوقف عن تناول الدواء.
أما الدوجماتيل فجرعته هي كبسولة واحدة، يتم تناولها صباحًا، وقوة الكبسولة خمسون مليجرامًا، وبعد أسبوع تجعلها كبسولة صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم تخفضها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
لو ذهبت لطبيب نفسي مرة أو مرتين أعتقد أن ذلك أيضًا سوف يكون مفيدًا لك.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
الكاتب: د. محمد عبد العليم.
المصدر: موقع إسلام ويب.